Back

كلمة رئيس جامعة القاهرة

يسعدني أن أرسل لكم أرق التحيات وأطيب الأمنيات مع بداية العام الدراسي، والذي نتطلع فيه معًا إلى تحول جامعة القاهرة نحو جامعة من الجيل الثالث في ضوء نظرية الأمن القومي الشامل واستمرار عمليات التحديث والتطوير لكي تلاءم المُتغيرات المحلية والدولية، وبما يحقق لها ريادة قاطعة وواعدة في حاضرها ومستقبلها مُستندة إلى إمكانية إشباع حاجات المجتمع من الخدمات التعليمية والبحثية المؤثرة في تحقيق إضافة حقيقية للإنسان المصري والعربي.

ولا شك أننا نسعى جميعًا لكي نستكمل الاستراتيجية الجديدة للجامعة في ميادين العمل الأكاديمي كافة، والبحث العلمي والتدريس، والأنشطة الطلابية والمدن الجامعية، ومستشفى الطلبة وغيرها من قطاعات شئون التعليم والطلاب، وقطاع الأمانة العامة، وقطاع الدراسات العليا والبحوث، وقطاع خدمة المجتمع. ومن أهم مقاصد تلك الاستراتيجية إحداث نهضة تعليمية وبحثية وثقافية.

فنحن نحرص دائمًا على التطوير، ومن أهم معالمه: ربط التعليم بنظرية الأمن القومي، وتطوير التعليم بما يكفل عدم إنتاج عقول مُغلقة، والدخول في عصر التعليم الذكي، وتطوير المناهج، وتوظيف طرق التعليم والتعلم الحديثة، وتطوير أساليب التقويم وأسئلة الامتحانات، وحوكمة الإدارة الأكاديمية، والتوسع في الأنشطة الإبداعية،وتطبيق الحوكمة Governance، وتطوير البرامج واللوائح التعليمية، تطوير المقررات والكتاب الجامعي، وتطوير الامتحانات، وزيادة القدرة التنافسية لطلاب جامعة القاهرة، وتطوير المدن الجامعة (البنية الأساسية والقوة الناعمة)،  وتحديث القرية الأوليمبية الرياضية وملاعب الكليات، وتحسين الخدمات وميكنة القطاع، وتطوير الخدمات الطبية، وتنمية روح الابتكار والفرق البحثية والحل العلمي للمشكلات، وتجديد التفكير الديني، وتنمية المواهب الثقافية والفنية والرياضية والأدبية واكتشاف النجوم وصناعتهم، والتكافل الاجتماعي، وزيادة أعداد الوافدين.

ولأننا نتطلع إلى المستقبل نجد أن أمامنا الكثير من العمل لإنجازه، وننتظر هذا العمل من جميع الكليات أن تقوم بواجباتها كاملة هذا العام، وأن تحقق دورها في تنمية شخصية الطلاب وإثراء وعيهم وتبصيرهم بطبيعة المجتمع، وعملية التنمية، سواء تنمية الوطن أو تنمية الذات والقدرات الشخصية، فضلًا عن نشر الوعي الثقافي والسياسي والفني. ويعتمد استمرار ريادة جامعة القاهرة خلال الفترة القادمة إلى حد كبير على مدى إمكانية استمرار التحديث والتطوير. ونحن جميعًا في جامعة القاهرة نؤمن بما لدينا من الرؤية والإرادة والإمكانيات، كما نؤمن أننا قادرون على تحقيق الأحلام الطموحة والتي سوف تتبلور جميعها في اتجاه هدف واحد وهو المستقبل المشرق لهذه الجامعة العريقة. ولن يحدث هذا بدون تنفيذ الخطط، وفقًا لمعايير الجودة. ولأننا ننظر إلى المستقبل نجد أمامنا الكثير من العمل لإنجازه، من أجل تحقيق الرسالة التي نصبو إليها، وهي تخريج طلاب على أعلى مستوى علميًا ومهاريًا وسلوكيًا. ونرجو أن تقوم الكليات والمعاهد بدورها على أكمل وجه في هذا الإطار.

إن طموحنا الذي يعمل على تحقيقه هو الوصول إلى أبعد نقطة مُمكنة في فضاء التطوير خلال السنوات القليلة المُقبلة. ولن يتأتى هذا إلا باستراتيجية تعتمد على المهارات المتقدمة في التدريس، والمنهجية العلمية في البحث، والأداء الفني في الإدارة، وقبل كل هذا مزيدٌ من تطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس والإداريين على نحو يلائم التطور الحادث في عملية الجودة.

وفي النهاية.. أتمنى من كل قلبي التوفيق لزملائنا أعضاء هيئة التدريس والعاملين ولأبنائنا الطلبة الأعزاء..

وفقكم الله.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أ.د. محمد عثمان الخشت
رئيس جامعة القاهرة